بعد انتهاء الموسم الكروي السعودي:الكرة السعودية بين التطلعات

بعد انتهاء الموسم الكروي السعودي:الكرة السعودية بين التطلعات والمتطلبات
الرياض:«المجلة»
30/07/2005

*انتهى الموسم الكروي السعودي وانتهت حسابات الربح والخسارة الخاصة به وخيم الهدوء على الفرق الممتازة التي غادر منها اثنان الى الدرجة الاولى هما فريقا احد والرياض، بينما صعد فريقا ابها والحزم من الدرجة الاولى الى الممتازة.واسدل الستار على الموسم بعد عناء طويل، حيث كان الاكثر سخونة مقارنة بما سبقه الى جانب انه قد بلغ زمناً لم يبلغه من قبل، حيث استمر لأحد عشر شهراً، وشهد تحقيق الهلال كل بطولات الموسم، حيث بدأها ببطولة الامير فيصل بن فهد /كأس الاتحاد/ثم الكأس السعودية (بطولة كأس ولي العهد)وتأتي في الاهمية بعد بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين التي نال كأسها عن جدارة واستحقاق في آخر منافسات الموسم.الى جانب ان البطولة التشريفية التي ضمت الى الموسم المنتهي والتي حملت مسمى محاربة الارهاب، لم تفلت من قبضة الهلال.وتجدر الاشارة الى ان عودة الهلال الى المنصات بعد غياب عن التتويج كان ملفتاً مما اعطى وهجاً للموسم الذي شهد حضوراً جماهيرياً افضل من سابقه خاصة في النصف الاخير من المرحلة التمهيدية.الى جانب ان الهلال والكرة السعودية قد احتفلا بعودة التوهج الملفت لنجمه وقائده سامي الجابر الذي كان ركناً مهماً في هذه الانتصارات الى جانب اهميته في منتخب بلاده الذي ساهم بتأهله الى مونديال المانيا.وفيما يخص اللاعبين فقد حقق مهاجم الشباب محمد مانجا /سنغالي/صدارة الهدافين برصيد 15 هدفا، في الوقت الذي كان الاجانب يتنافسون على احراز الاهداف، تاركين المراكز الاخيرة في هذا الشأن للسعوديين تعبيرا عن منهجية سلبية اعتمدتها معظم الفرق بالتركيز في التعاقدات مع الاجانب لشغل مراكز الهجوم.الا ان ذلك لا يمنع من الاشارة الى ان هذا الموسم المنتهي كان افضل من سابقه من حيث الاسماء الجديدة التي برزت ويتوقع لها مستقبل باهر، مثل مهاجم النصر سعد الحارثي ونظيره في الهلال محمد العنبر ومن الفريق الاخير المدافع ياسر الياس ايضاً ومن الشباب الاخوان احمد وعبده عطيف ومن القادسية جابر حقوي.اهم المتغيرات في الموسم الكروي تمثل في عدم لحاق الاهلي بركب فرق المربع الذهبي على غير ما اعتاد عليه في المواسم العشرة السابقة، قابل ذلك طفرة كروية في فريق القادسية بقيادة نجمها الدولي ياسر القحطاني وهو الذي فرض اسمه كمنافس قوي وبلغ المباراة النهائية للكأس.وشهد الموسم استقراراً فنياً للفرق المسماة بالاربعة الكبار مع الاشارة ان احدها وهو الاهلي قد بدل مدربه لمرضه وليس لسوء فني، والمستغرب ان الشباب الذي كان مثالاً يحتذى به في الاستقرار الفني قد عمد الى تبديل جهازه الفني الذي قاده لبطولة الدوري الموسم الماضي وهو الذي كان يقوده البرازيلي زي ماريو بجهاز ارجنتيني قاده روميو والسبب اخفاق الاول خلال البطولة الاسيوية.مع الاشاره الى ان فرق الاتفاق والرياض والطائي واحد استبدلت اجهزتها الفنية اثناء الموسم.واستحق مدرب الهلال البرازيلي باكيتا الاشادات والثناء اللذين لقيهما، فيما كان ملفتاً اعلان الاتحاد استمرار مدربه الروماني يوردانسكو رغم فشله بتحقيق أي انجاز محلي في ظل ان الاتحاد لم يتعود مثل ذلك منذ اكثر من ثماني سنوات، لكن يبدو ان تحقيق يوردانيسكو لبطولة ابطال العرب قد امن له الاستمرار؟!
ومن عيوب الموسم تداخل مسابقة كأس ولي العهد مع منافسات الدوري وفق طريقة تركت فرقاً تركن للراحة لفترات طويلة، الى جانب ان الدوري قد توقف لفترة ثلاثة اسابيع لاعطاء دورة التضامن الاسلامي التي استضافتها السعودية ابريل (نيسان)الماضي الفرصة الاكبر في المتابعة، ناهيك عما جرته البطولة العربية من توقفات مخلة للمنافسات، وكذلك كما فعلته المشاركة السعودية في التصفيات النهائية لبطولة كأس العالم التي تأهل من خلالها الى مونديال المانيا.في جانب العمل الاداري للفرق الممتازة فقد حفل الموسم الجاري بظاهرة كانت محل نقد حين ظهرت وبشكل ملفت لتعبر عن تصادمات بين الاندية عنوانها الرئيسي الاتهامات والملاسنات على اعمدة الصحف او في البرامج التلفزيونية المتخصصة فيما بين مسيري تلك الاندية بأمور بعيدة كل البعد عن الروح الرياضية كانت محل استنكار واستهجان الوسط الرياضي، وجميعها لاجل نتائج وقتية.

حلول لمصلحة المسابقة واللاعبين
يدرك الجميع ان الدوري المقبل هو دوري استثنائي يحتاج الى تضافر جهود الجميع من اتحاد كرة واندية ومؤسسات حكومية لاجل المساهمة بانجاح اعداد المنتخب السعودي قبل الدخول في معمعة المونديال، لا سيما وان انطلاقة الاخير ستكون خلال الصيف المقبل...وهنا حق للجميع ان يتساءل ما الذي تحتاجه الكرة السعودية بعد الموسم الطويل المرهق، وما هو دور لجان الاتحاد بعد الموسم، وما المفروض ان تضطلع به؟!.
هل عنيت هذه اللجان بدراسة متكاملة شاملة عن ابرز السلبيات والنواحي الايجابية للموسم المنتهي، وهل تقدمت كل لجنة تابعة للاتحاد بتقديم نتائج دراساتها ومرئياتها وهل بالامكان الاطلاع على تلك الجوانب؟!
في البدء لا بد من استراتيجية موضوعية مقننة لمشاركة اللاعبين لاجل عدم الوصول بهم الى درجة الاجهاد التي قد تعيق مسيرتهم اثناء المونديال كما حدث خلال الاعوام الثلاثة الماضية التي شهدت ارقاماً قياسية بعدد المباريات التي خاضها الدوليون السعوديون وكان نتاجها فشل في المشاركة القارية والخليجية.هنا نؤمن ان اتحاد الكرة قد ادرك ذلك واستنفر لاجل وضع الحلول..والجميع يترقب عمّا تحمله الايام المقبلة لاجل هذا الشأن.لكن لنسأل عن اشياء محلية قد تفضي الى ايجابيات اشمل واكبر فأين الاتحاد من اشكالية كثير من الفرق مع بعض لاعبيها وما هي الدروس التي خرج بها كي يفيد الاندية التابعة له، وممّ يشكو اللاعب السعودي وكيف نعاونه كي يتجاوز محنته ويرتقي بادائه كطريق لتحقيق هدف رئيس يسعى الاتحاد لتحقيقه، وبماذا خلصت لجنة الاحتراف وماهي النقاط التي خرجت بها.اعود لأقول ان تأخر المستحقات و الرواتب للمحترفين هو قرار تفرضه الحالة المادية الصعبة وشكوى الاندية من ضعف مواردها فما هي الحلول او حتى المقترحات؟!، وعلينا الا نحتفل كثيراً الا بما نراه مفيداً للكرة السعودية التي احسب ان لجانها يجب الا تتوقف بعد آخر صافرة في الموسم، بل ان عملها الحقيقي يبدأ مباشرة بعد تلك الصافرة عبر الدراسات والتقييم وكيفية التقويم، والخروج بنتائج تصبّ في كيفية التقليل من سلبيات الموسم المنتهي لموسم جديد والعمل على رفع ايجابياته.كل ما نتمناه الا يستكثر بعض اعضاء الاتحاد دور اللجان المساعدة، فلا بأس ان استعانت اللجنة الفنية بخبراء يقيمون الاداء الفني للموسم ويقترحون الاساليب الانجع للرفع من وتيرته.ولا ضير ان استعان الاتحاد بالمتخصصين القادرين على التقييم بين العطاء في موسم منته وآخر سبقه وبما يشمل ذلك من عدد المواهب التي برزت والاسماء الواعدة ودائرة المنافسة وارتفاع الحماس والتواجد الجماهيري.وماذا عن المحترف الاجنبي وهل احسنت الفرق الاستفادة منه وماهي المحصلة التي خرج بها اتحاد الكرة بعد موسم شهد مشاركة عدد كبير من الاجانب؟، وكيف ينير هذا الاتحاد درب الاندية في هذا الشأن او كيف يفيدها او يحميها من ذلك؟!هل تم الخروج بدراسة عن مثل هذا الامر، او هل حظي الاتحاد وعبر احدى لجانه بمتابعة تقويمية لحال اللاعب الاجنبي اثناء الدوري ومن هم الخبراء المتخصصون الذين تمت الاستعانة بهم في هذا الشأن؟
جانب مهم ماذا عن المشكلة الاهم التي باتت تقض مضجع الكرة السعودية، بل انها باتت تومئ بتساؤلات كئيبة عما ستسفر عنه مستقبلاً، هذه الاشكالية تخص العزوف الجماهيري الذي بات مقلقاً للكرة السعودية وقد يؤدي الى تضعضعها وخنوعها، ولا احسب ان عودتها بكثافة خلال الموسم المنتهي الا ارتباط بعودة الهلال الى المنافسات المتقدمة والبطولات فقط.وتواصلاً مع احتفاليتها بتأهل منتخبها الى المونديال..لكن ما وجبت الاشارة اليه هو ان لا ارتقاء بدون دعم وتواصل جماهيري من خلال المدرجات..نشير الى ذلك رغم ان المتابع للقرارات التي تصدر تجاه الكرة السعودية يلحظ ان اتحاد الكرة حتى لم يشر الى حلول او افكار تخص تجاوز هذه المحنة التي يحسب الجميع انها من الاهمية بما يجعل الاتحاد في محل بحث دائم عن حلول لها، فمن الجدير ان يتم على الاقل استفتاء الجماهير حول اهم اسباب ذلك ولا بأس ان شاركت القنوات الاعلامية في هذا العمل لاجل الخروج بافضل الحلول.

التكديس والخطف سمتان للموسم المنتهي
يبدو ان الاصوات المطالبة بتنظيم عملية تنقلات اللاعبين المحليين بين الفرق السعودية قد بدأت تعلو، بعد ان رفعت فرق متضررة كثيرة عقيرتها بالشكوى من جراء الانفلات الحاصل في هذا الشأن. الامر لايخص الاندية الكبيرة الناقلة الى صفوفها بل ان الامر يتجاوز الى تلك الاخرى التي دأبت على التنازل بسهولة عن كل نجم يبرز في صفوفها مقابل الاغراءات المادية التي تنالها من جراء ذلك.هنا علينا ان نشير الى ان الفئة الاولى من الاندية تمثل الكبيرة كالاتحاد بدرجة اولى يليه فرق الاهلي والهلال والنصر وهي التي قد دأبت على استقطاب كل نجم يبرز بل واغرائه مع ناديه بكل الوسائل المالية..بلا شك المشروعة!!لكن هذا العمل قد اخل بالتوازن لدى الحال التنافسية للفرق بحيث بات هناك خمسة فرق ممتازة هي المعنية بالتنافس على البطولات.وسبعة اخرى فقط لاكمال العدد لانها لا تملك شأناً مالياً او عناصرياً مثل سابقتها.ايضاً لابد من التساؤل حول الاضرار التي لحقت بنجوم كروية كانت تجد فرصتها كاملة مع فرقها الاولى ولكن حين انتقالها فقدت هذا الامر من جراء الفرص المشاركاتية الضئيلة التي حصلت عليها مع فرقها الجديدة من جراء التكديس المعمول به الى الدرجة التي قد اخفت كثيرا منهم وابعدتهم عن الملاعب رغم انتماء كثير منهم للفرق الوطنية.لن نسترسل في هذه القضية لوضوحها، لكن وجب التذكير انه من حق كل فريق ان يدعم صفوفه بمن يراه مفيداً مادام ان الامر في اطار اللوائح والانظمة..لكن تظل تلك اللوائح والانظمة هي من تحتاج الى تعديل او تطوير لكي تساهم في عملية تنافسية كروية سعودية اكثر موضوعية.مع الاعتراف ان الموسم الجاري والذي سبقه شهدا انفلاتاً غريباً في استقطاب اللاعبين الى الدرجة ان نادي الاتحاد لم يبق أي ظهير ايمن متميز في الاندية السعودية الا وألحقه بصفوفه سواء رضي ناديه او لم يرض عبر الاغراءات المادية..ناهيك عما حفلت به صفقة ياسر القحطاني من مزايدات وخروج عن الاعراف الرياضية..الى الدرجة التي جعلت اصواتا تهمها مصلحة الكرة السعودية تنادي بتنظيم التنقلات، بل وتحديدها بلاعبين او ثلاثة لكل ناد في كل موسم منعاً للتكديس والخطف، اللذين باتا سمتين من سمات بعض الفرق السعودية.