رياااااااااااااااااااااااااااااااضة

أضحى نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بين ليفربول الإنجليزي واي سي ميلان الإيطالي يوم الخامس والعشرين من مايو أيار الماضي ابرز حدث رياضي في العالم خلال العام الذي نودعه بعد أيام.
إذ في تلك المباراة تحولت أحلام عشاق المارد الإنجليزي الأحمر ليفربول إلى حقيقة وتحولت أحلام أنصار الاي سي ميلان الى كوابيس.
وبعد المباراة قال مدرب الاي سي ميلان كارلو انسيلوتي: "لقد خسرنا المباراة في ست دقائق" معلقا على تقدم فريقه بثلاثة أهداف نظيفة في الشوط الأول وسيطرته التامة على المباراة التي انتفض ليفربول في شوطها الثاني ليحقق التعادل ويفوز في نهاية المطاف بركلات الترجيح بثلاثة لاثنين.
ومن ثم دخلت تلك المباراة، وهي نهائي دوري أبطال أوروبا الخمسين، التاريخ من بابه الواسع وكانت اغرب نهاية منذ فوز مانشيستر يونايتد الإنجليزي بنفس اللقب عام 1999 اثر تغلبه على بايرن ميونخ الألماني بهدفين لهدف في الوقت بدل الضائع.
ورغم أن مدرب ليفربول رفائيل بنيتز أسباني ولم يشارك في الفريق آنذاك سوى لاعبين اثنين من اصل إنجليزي إلا أن ذلك الفوز مثل نجاحا باهرا للكرة الإنجليزية التي أصبحت مهددة بفقدان هويتها.
إذ فرض الملياردير الأمريكي مالكوم جليزر سيطرته هو وعائلته على نادي مانشستر يونايتد وأثقل كاهل النادي بديون تقدر بمئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية كجزء من استراتيجيته لشراء ذاك النادي العريق، وهو ما أثار حفيظة أنصار النادي الذين قرر بعضهم تشكيل فريق آخر بنفس الاسم ليلعب في الدرجات الدنيا.
لكن، وبما أن أسهم معظم الأندية الإنجليزية مطروحة في البورصة حيث لا تعلو كلمة فوق كلمة من يدفع أكثر فان كرة القدم تظل في مهدها مزيجا متقلبا من الرياضة والثقافة والتجارة والرقي الحضاري.
وفي لندن سطع نجم ملياردير آخر هو الروسي رومان ابراموفيتش مالك نادي تشيلسي الذي فاز عام 2005 ببطولة الدوري الممتاز للمرة الأولى منذ خمسين عاما.
وقد احتفل نفس الرجل_ وان خلسة_ بفوز فريق سيسكا موسكو الروسي بكاس الاتحاد الأوروبي عندما تغلب في النهائي على سبورتن لشبونة البرتغالي بثلاثة أهداف لهدف في شهر مايو أيار الماضي. وبالنظر إلى علاقات سيسكا موسكو بإحدى الشركات التي يملكها ابراموفيتش، لم يجد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بدا من إجراء تحقيق اظهر في نفس الوقت الطريقة التي تتطور بها كرة القدم.
وبعدها توالت التحقيقات التي بدأها الاتحاد الأوروبي مدعوما من الإتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم -فيفا ويويفا- والتي ركزت على الشوائب التي تعكر صفو اللعبة الأكثر شعبية في العالم وتسيء إليها اليوم، من قبيل ملكية أكثر من ناد والتحكم في نتائج المباريات والمراهنات غير المشروعة وغسيل الأموال وتزايد موجات العنصرية واستمرار الشغب وظاهرة الهوليغنز ونفوذ وكلاء اللاعبين والمطالب المتزايدة لأكثر الأندية الأوروبية ثراء وطموحا. أخطاء وشوائب
ورغم تشخيص المرض لم يلح العلاج أو التغيير في الأفق بعد. وخارج أوروبا حذر مسؤولو الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في مايو أيار الماضي من انهيار الدوري الصيني الفتي ما لم يتم التعامل مع التحكم في النتائج وغيره من الفضائح.
لقد درج رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزف بلاتر على ترديد جملة مفادها أن على كرة القدم أن تحافظ على وجهها الإنساني وان الأخطاء جزء من اللعبة نفسها. لكن يبدو أن الفيفا أهدرت مع اقتراب نهائيات كاس العالم في ألمانيا الصيف القادم فرصة لتنقية لعبة كرة القدم من تلك الأخطاء والشوائب.





عملاق الكرة الانجليزية جورج بيست توفي بعد إدمانه الكحوليات


وفي التحكيم جرب الاتحاد الدولي تقنية وضع رقاقة الكترونية داخل الكرة لمعرفة ما إذا كانت قد عبرت خط المرمى خلال بطولة العالم للفتيان تحت 17 سنة في بيرو في شهر أيلول سبتمبر الماضي.
لكنه تراجع عن خططه بتطبيق نفس التجربة في نهائيات كاس العالم بألمانيا ليترك مجددا للحكام كامل الصلاحيات مع أن التاريخ مليء بالأدلة على أنهم ليسوا معصومين من الخطأ مثلهم مثل غيرهم. ففي ألمانيا سجن الحكم روبرت هويزر عام 2005 لمدة عامين لإدانته بتلقي رشاوى للتأثير في نتائج المباريات في اكبر فضيحة من نوعها تشهدها ألمانيا منذ ثلاثة عقود.
والمؤكد أن الحكم هويزر سيتابع خلف القضبان استضافة بلاده للمونديال حين ينصب اهتمام العالم على مشاهدة الكيفية التي سيواجه بها الوافدون الجدد أمثال ترينداد وتوباجو وانجولا والكوت ديفوار وغانا وتوجو وأوكرانيا، عمالقة الكرة من أمثال البرازيل والأرجنتين أو فرنسا وانجلترا وايطاليا على سبيل المثال لا الحصر.
لكن عملاقا آخر فيما مضى لن يتابع النهائيات وهو جورج بيست أعظم لاعب تجود به الجزر البريطانية والذي توفي في شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي عن عمر يناهز التاسعة والخمسين بعد إدمانه على الكحول لسنوات.
وفي قائمة الوفيات أيضا هذا العام حارس مرمى بنين ساميو يوسوفو الذي قتل وسنه ثمانية عشر عاما اثر خسارة منتخب بلاده أمام نيجيريا في نهائيات كاس أمم إفريقيا للشباب في كانون الثاني يناير الماضي. وفي هولندا توفي مدافع فريق اوتريخت ديفيد دي توماسو الشهر الماضي على سرير نومه وعمره لا يتجاوز السادسة والعشرين. الكرة العربية
وفي ابرز مثال على تداخل السياسة والرياضة رشح جورج ويا الفائز بلقب أفضل لاعب أفريقي سابقا نفسه في الانتخابات الرئاسية في بلاده ليبيريا وخسر في السباق.
وعلى ارض الملعب لم يخسر الأهلي المصري في 55 مباراة متتالية محطما رقما قياسيا عالميا إلى أن خسر أمام الاتحاد السعودي بهدف في بطولة العالم للأندية باليابان.





فرحة الأهلى المصري بالرقم القياسي لم تدم طويلا


أما الاتحاد السعودي بطل آسيا ودوري أبطال العرب مرتين فخسر في كاس العالم باليابان أمام ساو باولو البرازيلي وخرج من دوري أبطال العرب قبل الأوان على يد الوداد البيضاوي، واحتاج بعض لاعبيه لعفو ملكي ثان في ظرف عام للعودة إلى الميادين.
ورغم سيطرة أندية الاتحاد السعودي والفيصلي الأردني والأهلي المصري والجيش الملكي المغربي على بطولتي الأندية ومسابقتي الكأس في آسيا وأفريقيا وبلوغ منتخب الشباب المغربي الدور النصف نهائي لنهائيات كاس العالم للشباب في هولندا، فان العرب يتطلعون إلى تحقيق نتائج مشرفة وتجنب الهزائم الثقيلة في مونديال ألمانيا بواسطة المنتخبين السعودي والتونسي اللذين أوقعتهما القرعة في مجموعة واحدة إلى جانب إسبانيا وأوكرانيا.
وفي أمريكا الجنوبية استعادت البرازيل عنفوانها ودخلت قرعة كاس العالم في لايبزيغ بوصفها حاملة اللقب وبطلة أمريكا اللاتينية وحاملة بطولة كاس القارات، واحد ابرز المرشحين للفوز بكاس العالم للمرة السادسة في تموز يوليو القادم.
واللافت أن البرازيل تصدرت التصفيات بفارق الأهداف فقط عن مطاردتها وغريمتها الأرجنتين. وعلى صعيد الأندية فاز فريق ساو باولو في نهاية برازيلية صرفة بكاس اليبيرتادوريس، ووصل من ثم إلى كاس العالم للأندية باليابان. أما غريمه كورنثيانز ففاز ببطولة البرازيل في كانون الأول ديسمبر الماضي بفضل مهارة لاعبه الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي يمارس في ظروف صعبة بالنظر إلى التنافس الكروي الحاد بين البلدين.